إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أد الأمانة إلى من ائتمنك، ولا تخن من خانك". فلو خانك إنسان فلا تجازه بالخيانة، بل اصفح وتجاوز عنه حتى يثيبك الله بالحسنى ويعفو عنك، ويعاقبه على خيانته إذا كان قد تعمدها، ولربما ندم إذا رآك تعامله بهذه المعاملة وهو قد خان! فيندم ويتخلق بأخلاقك؛ فيكون عملك هذا دعوة وسببا للتخلق بهذا الخلق العظيم. (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم.
شهر رمضان استقباله - قيامه - أصناف الناس فيه
9180 مشاهدة
اغتنام أوقات الفضائل

على المسلم أن يغتنم أوقات الفضائل، مثل هذا الشهر، فإنه ليس له عِوَض، وليست أيامه لها بديل، فهي الأيام الشريفة، وهي الأيام الفاضلة، التي من حافظ عليها وحفظها واستغلها في طاعة الله، وأقلع فيها عن المعاصي والمخالفات، غفر الله تعالى له ورحمه، وأعتقه من عذابه، وأما من أهملها واستمر في لهوه، فإنه سيندم غاية الندم عندما تغفر ذنوب التائبين، ويبقى المذنبون المصرون على السيئات محرومين من فضل الله محرومين من مغفرته، يحظون بالبعد عن ربهم، وعن جزائه الأوفى، فيا عبادَ الله من لم يُغفر له في هذا الشهر فمتى يُغفر له؟ الشجر الذي لا فائدة فيه ولا ثمر لا يصلح إلا أن يكون وقودا للنار، ورد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لما صعد المنبر: آمين. آمين. آمين ، فقيل له في ذلك فقال: آتاني جبريلُ- عليه السلام- فقال: يا محمد رغم أنف رجل دخل عليه شهر رمضان ثم خرج ولم يُغفر له قُل آمين فقلت آمين وذكر تمام الحديث.
لا شك أنَّ ذلك دليلٌ على أن شهر رمضان موسم العتق من النار موسم الغفران، فمن دخل عليه رمضان وهو مُصِرٌّ على لهوه وسهوه بَعُدَ عن أسباب المغفرة، وهو من المحرومين، ورغم أنفه: أي ذَلَّ وهان وأُبعِدَ عن رحمة الله -سبحانه وتعالى-.